إن مع العسر يسرا
بسم الله الرحمن الرحيم
دائما ما يشعر الانسان بانه مختنق ، يشعر بالملل ، ضاق صدره من الدنيا وما فيها ومن غير سبب ، عدم الرضا عن أي شيئ حوله..
يا ترى لماذا نشعر بذلك،، ربما من روتين الحياة الممل..وضغوط الحياة التي لا تترك الإنسان أياً كان، بسبب الانشغال بالدنيا
في ظل هذا كله.. وفي ظل ما اشعر به من ضيق.. تذكرت اني مقصرة تجاهه
تخيلت يوم ان اشعر بالسعادة فهذا يكون منه..تذكرت ايضا ان الكرب او الابتلاء يكون منه..
مرت عليا فترة كنت أبحث فيها عن الأحاديث القدسية.. ووجدت أحاديثاً أسَرتنِي كثيراً..
وتبادر إلى ذهني مثال صغير.. ولله المثل الأعلى طبعاً..
بيننا نحن بنو البشر.. إذا شعر الإنسان بأن شخص ما يهتم به.. يحبه كثيراً .. يسامحه إذا أخطأ..يتمنى قربه والتحدث معه.. بالطبع سننجذب إلى هذا الشخص.. ونشعر بالسعادة في الحديث معه..وننفذ له كل ما يريد..ونسعى لأرضائه بكل السبل
نحن نفعل ذلك مع بشر مثلنا... فكيف بمن خلقنا فأحسن خلقنا..ربنا ورب كل شيئ..
بعد قرائتي للأحاديث.. شعرت بحب الله لنا .. ورغبته في توبتنا..ورحمته بنا لأنه خالقنا..كم خجلت من نفسي..وحزنت على حال المسلمين الذي وصلوا إليه..
وهذه بعض الأحاديث
يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
((ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربه، يقول يارب أأذن لي أن أُغرِق إبن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك وتقول السماوات يارب أأذن لي أن أطبق على إبن آدم فإنة أكل رزقك وعبد غيرك و تقول الأرض يارب أأذن لي أن ابتلع ابن ادم فإنة أكل رزقك وعبد غيرك فيقول الله تعالى دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم ))
و يقول الله تبارك وتعالى
(( أذنب عبداً ذنب فيقول يارب أذنبت ذنبا فاغفره لي ،فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي.. ثم عاد فأذنب ذنباً فقال يارب أذنبت ذنبا فاغفر لي فقال الله علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ..ثم عاد عبدي فأذنب ذنباً فقال يارب أذنبت ذنباً فقال الله عز وجل علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبد فليفعل عبدي ما شاء ما دام يستغفرني ويتوب إلي ))
وهذا الحديث الذي كلما قرأته بكيت من عظمة هذا الخالق
يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
(( أوحى الله إلى داود يا داود لو يعلم المدبرين عنى شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقاً إلي، يا داود هذه رغبتي والمدبرون فكيف محبتي بالمقبلين علي ))
إن الله يقبل التوبة .. ويشتاق لنا عندما ندبر عنه.. فكيف لنا أن نستمر هكذا..لابد أن نعود..فهذا ما سينفعنا
أيضاً هناك حديث يقول فيه الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي..وهذا أوجهه لنفسي قبل كل شيئ.. يجب أن نتذكر بأنه رحيم بنا.. وأننا إذا أحسنا الظن به تبارك وتعالى سيتحقق لنا ما ظنناه.. وأننا إذا دعوناه سيستجيب لنا
فكيف نشعر بضيق حيال أمرٍ ما حدث..كيف لا نفكر بأنه قد يكون ابتلاء من الله ويرانا هل نصبر أو لا نصبر..
أسأل الله أن يرزقني الصبر ويهدي شباب وفتيات المسلمين.. ويسخرنا لنصرة ديننا.. ويهدينا إلى صراطه المستقيم..إنه ولي ذلك والقادر عليه